مرض نوبات النعاس (النوم القهري)
Narcolepsy
النوم القهري مرض يصيب الجهاز العصبي ويرافق المريض مدى الحياة وإذا لم يشخص ويعالج قد يؤثر على المريض تأثيرا بالغا كما سيتم توضيحه لاحقا. أهم أعراض المرض نوبات شديدة من النعاس لا يمكن مقاومتها. ويقدر أن المرض يصيب حوالي 1:1000 من الناس من كلا الجنسين أغلبهم لا يتم تشخيصهم. ويمكن أن تظهر أعراض النوم القهري في أي عمر ولكنها تظهر في معظم الحالات في بداية سن المراهقة. وهناك أدوية تساعد المريض كثيرا ولكن لا يوجد علاج يقضي على المرض. والنوم القهري مرض عضوي ينتج عن نقص مادة في الجهاز العصبي تدعى أوركسين (هيبوكريتين). ولا علاقة للمرض بأي سبب نفسي. والمرض ليس له تأثيرات عضوية أخرى ولا يؤثر على حياة المرضى بصورة مباشرة. ويبدو أن العامل الوراثي يلعب دورا في ظهور المرض.
ما هي المشاكل التي يمكن أن يواجهها المريض المصاب بالنوم القهري؟
لأن المرض غير معروف بعد لدى الكثير من الناس، فإن المرضى المصابين بهذا المرض يعانون الكثير قبل أن يتم تشخيصهم. وتجد العائلة والمدرسين والزملاء صعوبة في فهم ما يحدث للمريض. وحتى المريض نفسه يجد صعوبة في فهم ما يحدث له. ويصور الناس الشخص المصاب بالنوم القهري في صورة الشخص الكسول والخامل مما ينعكس سلبا على نفسية المريض ويقلل من ثقته بنفسه ويخلق له مشاكل كثيرة في المدرسة والعمل.
ما هي أعراض المرض؟
هناك أربعة أعراض رئيسية للمرض:
زيادة النعاس أثناء النهار: ويتكون من نوبات من النعاس لا يمكن مقاومتها تحدث أثناء النهار ويمكن أن تحدث في أي وقت وبدون سابق إنذار. وقد تحدث هذه النوبات في أوقات وأوضاع غير مناسبة. فقد تحدث أثناء قيادة السيارة أو بعض الأعمال التي تحتاج إلى التركيز مما قد ينتج عنه عواقب وخيمة. وقد يستمر النوم من لحظات إلى أكثر من ساعة ويشعر بعدها المريض بالنشاط. وهذا العرض هو أكثر الأعراض شيوعا ويصيب جميع المرضى.
الشلل المفاجئ أثناء اليقظة: وهذا العرض هو العرض المميز للنوم القهري. وخلاله يحدث شلل أو ضعف في عضلات الجسم كلها أو بعضها كأن يكون هناك ضعف في عضلات مفصل الركبتين أو عضلات العنق التي تحمل الرأس أو عضلات الفك السفلي أو عضلات الذراعين أو عضلات التحدث مما يجعل الكلام غير واضح وفي بعض الحالات يكون هناك شلل كامل في الجسم وقد يسقط المريض على الأرض ويظهر وكأنه مغمى عليه ولكنه في واقع الأمر في كامل وعيه. و عادة ما يكون هذا الضعف للحظات قليلة ولكنه في بعض الحالات قد يستمر لدقائق. وعادة ما تبدأ نوبات الشلل أو الضعف في المواقف العاطفية المفاجئة كالانفعال والغضب أو السرور والضحك.
شلل النوم: وهو عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه عند بداية النوم أو عند الاستيقاظ. وتستغرق أعراض شلل النوم من ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى البكاء؛ لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج.
الهلوسة التي تسبق النوم: وهي أحلام تشبه الحقيقة تحدث عند بداية النوم ويصعب أحيانا تفريقها عن الواقع. وتوصف بالهلوسة وتكون في بعض الحالات مخيفة. وما يميز هذه الأحلام أنها تحدث عند بداية النوم في حين أن الأشخاص الطبيعيين يبدءون الأحلام بعد ساعة إلى ساعة ونصف من بدأ النوم.
وهناك أعراض أخرى قد يعاني منها المصابون بهذا المرض:
النوم المتقطع خلال الليل: بالرغم من زيادة النعاس خلال النهار فإن المرضى قد يعانون من النوم المتقطع خلال الليل لأسباب غير معروفة.
الحركات الذاتية اللاإرادية: حيث أن نوبة النوم قد تحدث خلال قيام المريض ببعض الأعمال الروتينية فيستمر المريض في عمل ما كان يقوم به قبل النوبة دون وعي منه ولا يتذكر أنه فعل ذلك عند استيقاظه. وهذه الظاهرة قد تكون خطيرة إذا كان المريض يقوم ببعض الأعمال التي تحتاج للتركيز كالقيادة مثلا.
ما الذي يحدث في الدماغ خلال هذه الظاهرة الغريبة؟
من الثابت علمياً أن النوم يتكون من عدة مراحل، أحد هذه المراحل يدعى (حركة العين السريعة)، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة. وتبدأ هذه المرحلة في الحالات الطبيعية بعد حوالي ساعة ونصف من بداية النوم. وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا؛ تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات). وارتخاء العضلات يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين. فحتى لو حلمت بأنك الرجل الخارق (سوبرمان)، فإن آلية ارتخاء العضلات تضمن لك بقاءك في سريرك. وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالك إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظك من النوم، إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ المريض خلال مرحلة حركة العين السريعة، في حين أن هذه الآلية (ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد؛ وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتاً. والمرضى المصابون بالنوم القهري يدخلون مرحلة الأحلام مباشرة عند نومهم. وحيث أن الشخص لا يكون قد استغرق في النوم بعد فإنه يشعر أن الحلم أكثر حيوية وقد لا يستطيع تفريقه عن الواقع. وحيث أن المرضى المصابون بهذا المرض لديهم زيادة كبيرة في نسبة مرحلة الأحلام فإن هذه المرحلة من النوم أو جزء منها قد تحدث للمريض وهو مستيقظ وهذا ما يفسر زيادة النعاس خلال النهار و الشلل المفاجئ أثناء اليقظة.
هل يؤثر هذا المرض على التحصيل العلمي للطلاب؟
هذا المرض لا يؤثر بصورة مباشرة على الذكاء أو القدرات العقلية ولكنه قد يؤثر بصورة غير مباشرة على التحصيل العلمي نتيجة للنوم الزائد ونقص ثقة المريض بنفسه. لذلك يجب التعرف على المرضى بأسرع وقت وبدء علاجهم. كما أنه يجب شرح الحالة للمدرسين في المدرسة أو للزملاء في العمل حتى يتم تفهم المرض ومساعدة المرضى.
كيف يتم تشخيص المرض؟
بعد التقييم السريري وأخذ التاريخ المرضي يطلب من المريض إجراء دراسة للنوم خلال الليل حيث يتم مراقبة العديد من وظائف الجسم العضوية خلال النوم لاستبعاد أي أسباب أخرى لزيادة النعاس. وفي نهار اليم التالي للدراسة الليلية يجرى اختبار آخر يدعى اختبار احتمالات النوم خلال النهار (MSLT). لإجراء هذا الاختبار فإن على المريض البقاء في مركز النوم معظم اليوم التالي لليلة دراسة النوم. وخلال هذا الاختبار يعطى المريض عدة فرص للنوم (4-5 غفوات قصيرة) ويقاس خلالها المدة التي يستغرقها المريض للنوم وللوصول إلى مرحلة الأحلام.
كيف يتم علاج المرض؟
بالرغم من أنه لا يوجد علاج يشفي من هذا المرض إلا أنه يمكن السيطرة على أكثر الأعراض في أغلب الحالات.
زيادة النعاس:
وينقسم العلاج إلى علاج بالعقاقير الطبية والعلاج السلوكي.
êالعلاج بالعقاقير: هناك الكثير من الأدوية المنبهة التي تستخدم في هذه الحالة أهمها مشتقات الأمفيتامين. وحديثا تم استخدام عقار جديد يدعى مودافينيل. والمريض الذي يستخدم أيا من هذه الأدوية يحتاج إلى متابعة دقيقة من طبيب مختص.
العلاج السلوكي:
ويتكون أساسا من الانتظام الكامل في مواعيد النوم والاستيقاظ وفي نظام الحياة بصورة عامة
الغفوات الاستراتيجية: وتعني أخذ غفوات قصيرة (10-15 دقيقة) عند الشعور بالنعاس الشديد إذا سمحت الظروف.
شلل النوم و الشلل المفاجئ أثناء اليقظة والهلوسة التي تسبق النوم: ويستخدم لعلاجها مضادات الاكتئاب. وسبب استخدام هذه الأدوية أنها تقلل من مرحلة الأحلام مما ينتج عنه تخفيف الأعراض الساب
حوادث السيارات والنوم
Sleep and Car Accidents
النوم نعمة عظيمة من نعم الله وهو عملية فزيولوجية معقدة يمر بها الإنسان يوميا لكي يستعيد الجسم نشاطه ويستعيد الذهن يقظته وتركيزه. وبالرغم من أن هذه العملية تحدث يوميا إلا ان الكثير لا يدركون أو يتجاهلون أهميتها مما ينعكس سلبا على صحة الإنسان و على الكثير من أموره الحياتية. وقد أثبتت الأبحاث العلمية التجرييية أن النوم الغير طبيعي الناتج عن نقص عدد ساعات النوم أو حدوث اضطرابات خلال النوم يؤدي إلى زيادة النعاس ونقص التركيز والبطء في ردة الفعل للعوارض المفاجئة وهو أمر يدركه أكثر الناس. ومن مضاعفات اضطرابات النوم الخطيرة زيادة حوادث السيارات الناتج عن نوم السائقين.
وهذا يقودنا للحديث عن أسباب زيادة النعاس التي قد تؤدي إلى نوم السائق خلف عجلة القيادة، وهي كثيرة أهمها وأكثرها شيوعا عدم الحصول على ساعات نوم كافية أثناء الليل وهو سبب شائع يتعلق بنمط حياة الشخص وظروف عمله. ونقص النوم أصبح مشكلة عالمية بسبب التغيرات التي صاحبت المدنية الحديثة ويبدو أن هذه المشكلة شائعة في المملكة حيث أظهرت بعض الدراسات التي أجريناها واجراها زملاء آخرين أن عدد ساعات النوم لدينا قد تكون أقل من المعدل المطلوب.
ومن المهم أن ندرك أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، وكل إنسان يعرف عدد الساعات التي يحتاجها ليكون نشيطا اليوم التالي.
و هناك عدد من اضطرابات النوم العضوية التي تسبب زيادة النعاس مثل الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم ومرض نوبات النعاس (النوم القهري).
ويعتبر النوم أثناء القيادة مشكلة شائعة ذات مضاعفات خطيرة وقاتلة. فقد أظهر استفتاء أجري في الولايات المتحدة أن 51% من السائقين يستمرون في قيادة سيارتهم حتى عند شعورهم بالنعاس الشديد وأعترف مليونا سائق أنهم ناموا خلال قيادة السيارة مما نتج عنه حوادث. وأظهر استفتاء آخر أجري في بريطانيا أن 11% من السائقين أقروا بنومهم على الأقل مرة واحدة خلال القيادة. وأظهرت دراسة أجرتها اللجنة الوطنية لاضطرابات النوم في الولايات المتحدة (National Commission for Sleep Disorders) أن النعاس خلال القيادة كان أحد المسببات ل 36% من الحوادث المميتة في حين أظهر تقرير نشرته إدارة النقل والبيئة في بريطانيا أن 20% من الحوادث المميتة والخطيرة نتجت عن النعاس خلال القيادة. وأظهر الاستبيان أن خمس السائقين فقط يوقفون سياراتهم للحصول على غفوة عند شعورهم بالنعاس الشديد.
وقد وجد الباحثون في الولايات المتحدة أن واحدا من كل 30 سائقا على الطرق الطويلة يشعر بنعاس شديد أثناء القيادة. كما أظهرت احصاءات الإدارة الوطنية للمرور والأمن في الولايات المتحدة أن نعاس السائقين خلال القيادة يعتبر السبب الرئيس لأكثر من 100 الف حادث سنويا.
وحدوث النوم والنعاس يصل اعلى نسبة له عند السائقين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29 سنة وهذه الفئة العمرية عادة ما يكون التزامها بالأنظمة المرورية ضعيفا مما يزيد الأمر سوءا. وسبب زيادة النعاس لدى هذه الفئة العمرية ناتج عن السهر لساعات متأخرة ليلا والالتزام بمواعيد عمل مبكرة نهارا، كما أن هذه الفئة تتضمن الطلاب الجامعيين والذين قد يسهرون لساعات متأخرة للمذاكرة، وقد أظهر بحث أجريناه مؤخرا أن طلاب كلية الطب ينامون ما معدله حوالي 6 ساعات يوميا وهو أقل بكثير من المعدل اليومي المتعارف عليه لهذه الفئة العمرية.
كما كما أن نقص النوم يؤدي إلى حدة الطبع وسرعة الغضب مما قد ينتج عنه السرعة الزائدة وعدم التعاون مع السائقيت الآخرين وهذا يزيد من احتمالات وقوع الحوادث.
وقد أظهرت الاحصاءات أن نسبة الحوادث الناتجة عن النعاس تزداد بين منتصف الليل والساعة السادسة صباحا.
إنه لإحساس مخيف ان تتخيل عدد السائقين خلف عجلة القيادة الذين لم يحصلوا على نوم كاف والخطر الكبير الذي قد يسببونه، وهنا علينا أن نتذكر أن الحوادث المروعة تحتاج إلى نقص تركيز السائق لجزء من الثانية فقط.
وبالاضافة لما سبق فإن بعص السائقين ينام خلف مقود السيارة بصورة متكررة حتى لو حصل على ساعات نوم كافية كما أنه قد ينام في اوضاع كثيرة غير مناسبة للنوم كالنوم أثناء القراءة أو أثناء مشاهدة التلفاز وفي بعض الأحيان قد ينام المصاب في الأماكن العامة أو في العمل. والذين تنطبق عليهم هذه الصفات يكونون في الغالب مصابين بأحد اضطرابات النوم التي تسبب زيادة النعاس كالشخير وتوقف التنفس أثناء النوم وهي مشكلة طبية معروفة تحدث نتيجة لحدوث انسداد متكرر في مجرى الهواء العلوي (الحلق) بصورة كاملة أو جزئية بسبب عيوب خلقية أو تضخم في أنسجة الحلق ويصاحبه عادة شخير، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعال الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم، وهذا التقطع بدوره يؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار. وهذه المشكلة أكثر شيوعا عند أصحاب الأوزان الزائدة. وأظهرت دراسة أمريكية أجريت على 913 شخص ونشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية لطب النوم أن احتمال وقوع حوادث سيارات للمصابين بتوقف التنفس الخفيف أو الذين يعانون من الشخير الأولي هو ثلاثة أضعاف الإنسان السليم وترتفع النسبة إلى سبعة أضعاف عند المصابين بتوقف التنفس المتوسط.
وللحد من مشكلة الحوادث الناتجة عن النوم أثناء القيادة فإن أنظمة المرور في كثير من الدول تمنع السائقين المصابين باضطرابات النوم التي تؤدي لزيادة النعاس من القيادة حتى يتم علاجهم طبيا. كما أن بعض شركات السيارات بدأت في تطوير بعض الأساليب التي تكتشف نعاس السائق لتنبيهه عند حدوث النعاس كقياس عدد طرفات العين والتي تزيد عند النعاس كما أن بعض الشركات تحاول قياس نشاط المخ الكهربي أثناء القيادة وتحاول شركات أخرى تركيب كاميرا أسفل السيارة لاكتشاف ميلان السيارة البسيط عن مسارها الطبيعي وغيرها من المحاولات إدراكا من المصنعين بخطورة النعاس أثناء النوم.
ونحن بدورنا ننصح السائقين بالتالي، لمساعدتهم على تفادي النعاس أثناء القيادة:
• الحصول على نوم كاف وعدم القيادة عند الشعور بالخمول
• تجنب القيادة في الأوقات التي تعوّد جسمك فيها أن ينام سواء كان ذلك في الليل أو حتى وقت غفوتك النهارية المعتادة لأن ساعتك الحيوية المتعودة على وقت معين للنوم قد تتغلب على رغبتك بالبقاء مستيقظا
• لا تكابر وتذكر ان الإغفاء لجزء من الثانية قد ينتج عنه حادثا مميتا. لذلك أحصل على غفوة عند شعورك بالنعاس واعلم أن الغفوات القصيرة من 15-20 دقيقة تستطيع أن تزيد نشاطك وتركيزك
• عدم قيادة السيارة بعد تناول الادوية التي تزيد النعاس كمضادات الحساسية والأدوية النفسية ومضادات الألم
• إذا كنت تعاني من شدة النعاس خلال القيادة وفي أوقات وأماكن غير مناسبة للنوم فإننا ننصحك بمراجعة طبيبك لأنك قد تكون مصابا بأحد اضطرابات النوم
• بالرغم من الإعتقاد الشائع بين السائقين من أن رفع صوت المذياع أو التوقف والحركة لبعض الوقت أو فتح النافذة للسماح لنسمة الهواء بالدخول قد تبقي السائق مستيقظا إلا انه لم يثبت أن أيا من ذلك يزيد من تركيز وانتباه السائق
• تذكر أن المنبهات كالقهوة تحتاج إلى نصف ساعة لبدء عملها كما أن مفعولها يخبو بعد عدد قليل من الساعات
النوم والغذاء
Sleep and Food
قد يؤثر الغذاء والطعام على النوم يشكل مباشر أو غير مباشر، فمثلا بالطرق المباشرة فإن بعض المرضى قد يكون لديهم حساسية من بعض الأطعمة وهذه الحساسية تظهر بشكل أرق في الليل وعدم القدرة على بدء النوم أو النوم بشكل متواصل مما ينتج عنه تقطع النوم كما أنه قد يصاحب هذه الأعراض نوبات من البكاء وإثارة نفسية وحركية وإرهاق بالنهار وهو ما يعرف بالأرق الناتج عن حساسية الطعام (Food Allergy Insomnia) وهو من الأمراض الموجودة ضمن التصنيف العالمي لاضطرابات النوم ويتم تشخيصه بعد استبعاد المسببات الأخرى للارق، كما أن هذا النوع من الحساسية قد يصاحبه أعراض جلدية واضطرابات في الجهازين التنفسي والهضمي. ويصيب هذا الاضطراب عادة الأطفال في السنين الأولى من العمر (2-4 سنوات) ويزول تدريجيا مع تقدم العمر كما أنه قد يصيب الكبار بسبب عدد من من الماكولات التي تسبب حساسية للمريض كالبيض والسمك وغيرها. ويعتبر هذا الاضطراب من الأسباب الرئيسية للارق عند الرضع, ففي الدراسات وجد أن معظم حالات الأرق لدى الرضع يعود سببها لنوع الحليب الذي يتناوله الطفل مما يؤدي إلى الحساسية وقلة النوم، فإذا ما تغير الحليب زال الأرق، ومن الأطعمة التي تسبب هذا النوم من الحساسية الحليب، الذرة، القمح، الكاكاو، المكسرات، وبياض البيض، وبعض المأكولات البحرية إضافة إلى الفطر.
وهناك اضطراب آخر يعرفب متلازمة زيادة الأكل والشرب اثناء النوم
(Nocturnal [Drinking] Eating Syndrome) وهو يصيب في العادة الأطفال الرضع حيث يستيقظون في الليل من 4-8 مرات بحالة جوع شديد لتناول الحليب أو العصير مما يؤثر على نومهم ونوم والديهم ويغير كذلك من الساعة البيولوجية لديهم حيث يستمر الطفل في نفس نظام نوم حديثي الولادة من حيث كثرة عدد الغفوات وقلة النوم المتواصل بالليل وعلاج هذه المشكلة في أساسه سلوكي حيث أن على الوالدين أن يدركوا أن الطفل بعد سن 6 أشهر بإمكانه النوم طوال الليل بدون تناول أي وجبة. وقد يصيب هذا الاضطراب الكبار كذلك حيث يستيقظون في حالة جوع شديد مرة أو أكثر خلال الليل ويأكلون بشراهة ثم يعودون للنوم مما ينتج عنه نوم متقطع وزيادة مفرطة في الوزن. وتزداد هذه المشكلة عند الاشخاص الغير منتظمين في حياتهم من حيث مواعيد النوم والاستيقاظ وتناول الوجبات كما أنها قد تظهر عند موظفي الشفتات أو الأشخاص الذين يعيشون في بيئة كثيرة السهر. ويتم تشخيص هذا الاضطراب عند الكبار بعد استبعاد الأمراض العضوية التي تسبب الجوع كقرحة الاثني عشر أو مرض السكر. وهذه المتلازمة أيضا من ضمن الاضطرابات الموجودة في التصنيف العالمي لاضطرابات النوم ولها شروطها للتشخيص وعلاجها في الأساس سلوكي وذلك بتغيير سلوك المريض تجاه الطعام وكذكلك أخذ وجبة خفيفة قبل النوم ويفضل أن تحتوي على البروتينات.
ونوع الوجبة المتناولة قبل النوم قد يؤثر على النوم. فبعض الأطعمة قد تؤدي إلى سوء الهضم ومن ثم زيادة الغازات أو التلبك المعوي وبالتالي الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم. والوجبات الثقيلة قبل النوم بفترات قصيرة وبالذات الوجبات ذات المحتوى الدهني العالي قد تؤدي إلى تقطع النوم وكما قد تزيد من احتمال ارتجاع حمض المعدة إلى المرئ ومن ثم تقطع النوم. ولا ينصح بتناول الوجبات الغنية بالكربوهيدرات والسكريات قبل النوم لأنها تزيد من نشاط الجسم ومن عمليات الأيض مما قد يسبب الأرق. وقد أظهرت الدراسات العلمية أن جميع المنبهات إذا تم تناولها قبل النوم تؤثر على جودة النوم حتى عند الذين يظنون أن المنبهات كالقهوة لا تؤثر على نومهم.
أما العلاقة غير المباشرة بين النوم والطعام، فإن الافراط في تناول الطعام يؤدي إلى السمنة و زيادة الوزن وهذا بدوره يزيد من احتمال ظهور الكثير من اضطرابات النوم المتعلقة بالسمنة كالشخير وتوقف التنفس أثناء النوم وهو مايتميز بانسداد متكرر في مجرى الهواء العلوي خلال النوم مما قد ينتج عنه توقف متكرر للتنفس اثناء النوم وهذا اضطراب خطير له مضاعفات عضوية كثيرة وخطيرة.
لتجنب السمنة أحصل على نوم كاف
Sleep and Obesity
وصلتني أسئلة كثيرة تستفسر عن علاقة النوم بزيادة الوزن وهل نقص النوم يؤدي إلى زيادة الوزن. وقد أظهرت أكثر من دراسة سابقة أن نقص النوم قد يكون أحد الأسباب المؤدية إلى السمنة وكما نعلم أن الكثير من الأشخاص لايحصلون على ساعات نوم كافية بسبب ضغوط الحياة والمدنية الحديثة. وقد أظهرت أكثر من دراسة محلية كذلك أن معدل السمنة في بلادنا في ازدياد مضطرد خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الكثير من التغيرات التي طرأت على عادات المجتمع كتغير عادات الأكل وقلة الجهد الجسدي المبذول ولكن هل يمكن أن يكون نقص النوم أحد هذه التغيرات كذلك؟ ومن المعلوم أن السمنة أحد أهم مسببات المشاكل الصحية المختلفة لذلك يعتبر متابعة أسبابها ومحاولة الحد من شيوعها من أهم أولويات الجهات الصحية المختلفة. ويبدو من الدراسات القليلة التي أجريت في مجتمعنا أن هناك نقص في عدد ساعات النوم لدى الكثير من الأشخاص بسبب عادة السهر التي أصبحت شائعة في المجتمع. ويبدو لن نقصاً النوم له تأثيرات سلبية على الصحة بصفة عامة. فقد نشر بحث في الشهر الماضي لمجموعة من الباحثين من جامعة لندن على عينة تكونت من أكثر من 17000طالب جامعي تراوحت أعمارهم بين 17-30سنة في 24دولة أن 63% ناموا من 7- 8ساعات في اليوم و21% نامو أقل من 6ساعات وأن 16% ناموا أكثر من 8ساعات. وكانت المشاكل الصحية بصفة عامة أكثر عند الذين ناموا أقل من 6ساعات. لذلك يبدو أن هناك ارتباطاً بين مدة النوم والصحة بصفة عامة ومن هذه الأمور الصحية ارتباط قصر مدة النوم بزيادة الوزن.
وكما أسلفت سابقا أظهرت العديد من الدراسات وجود ارتباط وعلاقة بين السمنة وقلة عدد ساعات النوم. وأظهرت دراسة أجريت على حوالي 100شخص في الولايات المتحدة ونشرت نتائجها في مجلة حوليات الطب الباطني وجود ارتباط بين نقص النوم وزيادة الوزن. وحديثا كذلك أظهرت الدراسات وجود علاقة بين النوم واثنين من أهم الهرمونات التي تتحكم بالشهية والأكل. وهذان الهرمونان هما ليبتين (Leptin) وقريلين (Ghrelin). فزيادة الهرمون الأول يؤدي إلى نقص الشهية وزيادة الهرمون الثاني يؤدي إلى الجوع أو زيادة الشهية والأكل. ونقص النوم إلى نقص هرمون الليبتين الذي يسبب الشبع وزيادة هرمون القريلين الذي يسبب الجوع. أي أن نقص النوم قد يؤدي فسيولوجيا إلى زيادة الوزن بسبب زيادة الشهية. وأظهرت نتائج بحث ميداني على طلاب الثانوية في إحدى الولايات الأمريكية ونشر في مجلة النوم والتنفس هذا الشهر، أن 90% من طلاب الثانوي ينامون اقل من ثماني ساعات في اليوم و19% ينامون أقل من 6ساعات يوميا. كما ظهر من المسح أن 20% من طلاب الثانوي يعانون من زيادة الوزن حسب المعايير العالمية. وخلصت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة قوية بين الإكثار من شرب القهوة ونقص عدد ساعات النوم من جهة وزيادة الوزن من جهة أخرى. فقد وجد الباحثون أن احتمال السمنة عند الطلاب الذين ينامون اقل من خمس ساعات يوميا كان 8.5أضعاف احتمال زيادة الوزن عند الطلاب الذين ناموا أكثر من 8ساعات. في حين كانت الاحتمالات الأخرى 2.8ضعف للذين ينامون 5- 7ساعات و 1.3للذين ينامون 7- 8ساعات .وقد تكون هناك أسباب أخرى تربط نقص النوم بزيادة الوزن منها على سبيل المثال أن الذين يسهرون في العادة يكونون من النوع الخامل وهو إما يسهرون لمشاهدة التلفزيون أو لأداء عمل مكتبي وهذا النوع من النشاط يصاحب عادة بالأكل وعادة الأكل غير الصحي المحتوي على سعرات حرارية عالية أي أنه يؤدي في النهاية لزيادة الوزن.
ما يمكنني قوله في هذا السياق أن هناك علاقة أكيدة بين نقص النوم وزيادة الوزن وأن هناك عدة نظريات تحاول تفسير هذه العلاقة والبحث العلمي مازال متواصلاً لمعرفة أسباب هذا العلاقة ولكن حتى يتوصل العلم إلى السبب الرئيسي لعلاقة نقص النوم بزيادة الوزن نقول، إذا أردتم أوزانا مثالية فاحصلوا على نوم مثالي.
النوم ومستوى السكر في الدم
Sleep and Blood Sugar Level
كل يوم يظهر لنا البحث العلمي أهمية جديدة للنوم، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق النوم عبثا ولكن لفوائد كثيرة علمنا بعضها ولا زلنا نكتشف وبصورة مستمرة الكثير منها. فقد وجد العلماء في أكثر من بحث علمي علاقة بين اضطرابات التنفس أثناء النوم والتي ينتج عنها الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم وبين الإشارات الأولية لمرض السكر. حيث أن توقف التنفس أثناء النوم والشخير قد يزيدان من مقاومة الخلايا للأنسولين مما ينتج عنه ارتفاع مستوى السكر في الدم وصعوبة السيطرة عليه. وقد لاحظ باحثون من فرنسا من خلال متابعة مجموعة من الرجال المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم، أنهم أكثر عرضة للإصابة بالأعراض المبكرة لمرض السكر مقارنة بمجموعة مماثلة من غير المصابين بالسكر. وقد تم فحص 700 رجل اشتبه بإصابتهم باضطرابات التنفس أثناء النوم، وتم اختبار دمهم قبل وبعد جرعة من الجلوكوز لمعرفة مدى كفاءة تعامل أجسامهم مع السكر. وقد أظهرت النتائج أن نصف من يعانون من اضطراب التنفس ظهر لديهم إشارات أيضا على خلل في بعض الوظائف الحيوية التي لها علاقة بمرض السكر. من جهة أخرى أظهرت دراسة حديثة أجريت في السويد أن نسبة الإصابة بتوقف التنفس أثناء النوم عند مرضى السكر هي ضعف نسبتها في مجموعة مماثلة من الأصحاء. لذلك يوصى بأن يتم فحص السكر لدى كل من يعانون من اضطراب التنفس أثناءالنوم. الجديد الذي أردت أن أناقشه اليوم ان الأبحاث الحديثة اظهرت كذلك أن نقص عدد ساعات النوم في اليومو الليلة بسبب السهر أو أسباب أخرى وهي مشكلة من مشاكل المدنية الحديثة تعاني منها الكثير من المجتمعات ومنها مجتمعنا السعودي قد يؤثر على نظام الجسم المسئول عن تنظيم مستوى السكر في الدم ويزيد من احتمالات الاصابة بمرض السكر من النوع الثاني. فقد أظهرت دراسة مخبرية نشرت في مجلة لانست أن إنقاص عدد ساعات النوم إلى أربع ساعات باليوم لمدة خمسة أيام أدى إلى اختلال بنسبة 40% في قدرة الجسم تعديل مستوى السكر كما نتج عنه زيادة مقاومة الجسم للأنسولين بنسبة 30%. وفي دراسة أخرى على مجموعة من المتطوعين الذين ناموا لمدة خمس ساعات باليوم خلال يومين وتم إجراء بعض القياسات ثم سمح لهم بالنوم لمدة عشر ساعات يوميا على مدار يومين ثم أعيدت نفس القياسات، وجد الباحثون أن قصر مدة النوم على خمس ساعات باليوم زاد من مستوى السكر في الدم في الصباح واثر على مستوى هرمون الانسولين في حين أن النوم لمدة عشر ساعات لم يؤثر سلبا على السكر في الدم. كما أظهرت دراسات أخرى أجريت على اعداد كبيرة من الناس خارج المختبر أن نقص عدد ساعات النوم لأي سبب يزيد من احتمال الإصابة بالنوع الثاني من السكر. وفي دراسة حديثة نشرت في شهر سبتمبر 2006 في مجلة حوليات الطب الباطني وجد الباحثون أن نقص عدد ساعات النوم يؤثر سلبا على مستوى التحكم في السكر في الدم على المدى الطويل مما قد يزيد من احتمال حدوث مضاعفات مرض السكر وأوصى الباحثون بضرورة التنبه إلى نظام النوم عند المرضى الذين يصعب السيطرة على مستوى السكر لديهم. مما سبق يتيبن لنا اهمية الحصول نوم كاف وهو أمر معروف لدى البعض وقد تعرضنا له سابقا بسبب تأثيره السئ على التركيز والمزاج والتحصيل العلمي وزيادة الوزن ولكننا اليوم استعرضنا ضررا جديدا للسهر وقلة النوم وهو إزدياد احتمال الاصابة بمرض السكر. أسأل الله الكريم أن يحفظكم من كل مكروه.
نصائح لنوم سليم
Tips for Good Sleep
النوم عملية طبيعية نقوم بها كل ليلة. وحيث أن البشر ليسوا سواءً؛ فإن بعض الناس يخلد إلى النوم وقتما وأينما يشاء، في حين أن البعض الآخر يجد صعوبة في النوم، وعندما ينام فهو لا ينعم بالراحة ولا يستعيد نشاطه. وهناك أسلوب حياة معين وعادات غذائية معينة، إضافة إلى السلوك الفردي تساعد على النوم السليم، حيث أن هذه العوامل بإمكانها التأثير إيجاباً على النوم السليم كماً ونوعاً. وحديثنا هنا سيقتصر على النواحي السلوكية في العلاج، ولن نتطرق للاضطرابات العضوية.
هناك اعتقادات خاطئة حول النوم يجب توضيحها. يحتاج الشخص العادي من أربع إلى تسع ساعات للنوم كل 24 ساعة للشعور بالنشاط في اليوم التالي. وعلى كل الأحوال فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثيرون يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً، وأنه كلما زادوا من عدد ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل في النوم. البعض الآخر يعزي قصور أداءه وفشله في بعض الأمور الحياتية إلى النقص في النوم، مما يؤدي إلى الإفراط في التركيز على النوم، وهذا التركيز يمنع صاحبه من الحصول على نوم مريح بالليل ويدخله في دائرة مغلقة. لذلك يجب التمييز بين قصور الأداء الناتج عن نقص النوم وقصور الأداء الناتج عن أمور أخرى، كزيادة الضغوط في العمل وعدم القدرة على التعامل مع زيادة التوتر وغيرها.
و فيما يلي بعض النصائح لمن يواجهون مشاكل نقص النوم وذلك لتحسين نومهم (بعد استبعاد الأسباب العضوية):
êأخلد إلى السرير فقط عندما تشعر بالنعاس.
êاستخدم السرير للنوم فقط.
êاقرأ ورد (دعاء) النوم كل ليلة.
إذا شعرت بعدم القدرة على النوم، فانهض واذهب إلى غرفة أخرى ولا تعود لغرفة النوم إلى أن تشعر بالنعاس، عندها فقط عد إلى السرير. إذا لم تستطع النوم غادر غرفة النوم مرة أخرى. الهدف من هذه العملية هو الربط ما بين السرير والنوم ، ويجب الإدراك أن محاولة إجبار النفس على النوم عند عدم الشعور بالنعاس ينتج عنه الانزعاج والتذمر أكثر من كونه ينفع النوم. فاختصار الوقت في السرير يحسن نومك، في حين أن الإفراط في الوقت في السرير ينتج عنه نوم متقطع.
أعد الخطوة أعلاه كلما دعت الحاجة طوال الليل. قد تضطر خلال الليلة الأولى إلى النهوض من خمس إلى عشر مرات أي أنك لن تنال قسطاً كافياً من النوم. ولكن زيادة الحرمان من النوم في الليالي الأولى يسهل الاستغراق في النوم فيما بعد. وباستخدام الطريقة السابقة والالتزام بها، عادة ما يعود النوم إلى طبيعته خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وقد أوضحت الدراسات العلمية فعالية هذا الأسلوب في العلاج.
استخدم ساعة المنبه واستيقظ في نفس الوقت صباح كل يوم، بغض النظر عن عدد الساعات التي قد نمتها في الليل. حاول المحافظة على مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة خلال أيام الأسبوع، وكذلك في عطلة نهاية الأسبوع.
يطالب العديد من المعالجين المرضى المصابين بالأرق بعدم أخذ أي غفوة خلال النهار، وهذا الموضوع يحتاج إلى شئ من التفصيل. ففي حين أن بعض الناس لا ينامون بشكل جيد أثناء الليل عندما يغفون خلال النهار، نجد أن آخرين ينامون بشكل أفضل خلال الليل. لذلك كن طبيب نفسك، وأفعل ما هو أفضل لك دون الأخذ بالاعتبار ما يقوله الآخرون، فمثلاً جرّب أن تغفو لمدة أسبوع، وتجنب أي غفوة خلال الأسبوع الذي يليه وحدد بنفسك في أي وقت كان نومك أفضل. والغفوة خلال النهار يفضل أن تكون بين صلاة الظهر والعصر، ولا تتجاوز فترة النوم (30-45) دقيقة.
إذا كنت من الناس اللذين تراودهم الأفكار والهواجس عندما يخلدون إلى النوم ولا تستطيع إيقاف تلك الأفكار، أو أنك تبدأ بالتفكير بجدول عمل اليوم التالي، فقد يكون الحل لك هو (وقت إزالة القلق)، وذلك بتحديد وقت ثابت كل يوم (حوالي 30 دقيقة) وتصفية جميع الأمور المقلقة باستخدام ورقة وقلم. اتباع ذلك سوف يسمح لك بالذهاب إلى الفراش بفكر صافٍ ومستريح.
تجنب إجبار نفسك على النوم، فالنوم لا يأتي بالقوة. بدلاً عن ذلك ركز على عمل شئ هادئ يريح بالك كالقراءة أو مشاهدة التلفزيون أو آيات من القرآن وذلك لتشجيع الاسترخاء ومن ثم النوم.فالإنسان الذي يستمر في العمل حتى وقت نومه عادة ما يجد صعوبة في النوم لأن جسمه لم يأخذ حاجته من الاسترخاء الذي عادة ما يسبق النوم.
الدراسات العلمية أثبتت أن الرياضيين ينامون بشكل أفضل من الذين لا يمارسون الرياضة، فالتمارين العادية قد تشجع على النوم . ووقت ممارسة الرياضة ذو أهمية قصوى بالنسبة للنوم، فبداية الدخول في النوم يصاحبها انخفاض في درجة حرارة الجسم، بينما الرياضة تزيد من درجة الحرارة الجسم؛ لذلك يفضل أن يكون التمرين الرياضي قبل وقت النوم على الأقل بثلاث إلى أربع ساعات. ومما يشجع النوم أيضاً قضاء 20 دقيقة في حمام ساخن قبل النوم بساعات قليلة (ساعتان إلى ثلاث ساعات).
جو غرفة النوم:
يؤثر جو غرفة النوم على النوم بدرجة كبيرة، فدرجة الحرارة المرتفعة أو المنخفضة جداً تؤثر سلباً على نوعية النوم، لذلك يجب تعديل درجة حرارة الغرفة لتكون مناسبة.
ينتج عن الضوضاء العالية المتقطعة نومٌ خفيف متقطع لا يساعد الجسم على استعادة نشاطه ولا يمنحه الفرصة للحصول على مراحل النوم العميق. يمكن التخلص من هذه الضوضاء بما يسمى "الضوضاء البيضاء" وهي أن يكون في الخلفية صوت ثابت الشدة ومتواصل كصوت مروحة أو جهاز التكييف.
كما أن الضوء القوي في غرفة النوم من العوامل التي تؤثر على النوم. لذلك يفضل أن يكون ضوء غرفة النوم خافتاً.
تجنب النظر المتكرر إلى ساعة المنبه، لأن ذلك قد يزيد التوتر ومن ثم الأرق، وتجنب استخدام الساعات التي تضئ بالليل.
الطعام والشراب:
يجب تجنب تناول الوجبات الغذائية الثقيلة قبل موعد النوم بحوالي 3-4 ساعات، حيث أنه من الثابت أن تناول الوجبات الثقيلة في أي وقت من النهار يؤثر سلباً على جودة النوم.
o يمكن لوجبة خفيفة قبل موعد النوم أن تشجع النوم.
o من نعم الإسلام أن حرم تناول المشروبات الكحولية. فتناول الكحول قد يؤدي إلى النوم مبدئياً؛ ولكنه من المثبت علمياً أنه ما إن يبدأ الجسم في التفاعل مع المادة الكحولية فإن ذلك يؤدي إلى التقطع في النوم والأرق الشديد، كما أن المواد الكحولية تزيد من فرص الاختناق (الانقطاع في التنفس) أثناء النوم.
o جميع أنواع المشروبات التي تحتوي على كافيين تؤثر سلباً على النوم، خاصة إذا تم تناولها في فترة المساء أو قبل موعد النوم. وقد أثبتت الدراسات أن الكافيين يسبب الأرق حتى عند أولئك الذين يدّعون أنه لا يؤثر على نومهم.
o كما أن النيكوتين هو أحد أنواع المنبهات، فتدخين السيجارة يؤدي
إلى نوم متقطع.